[font=Comic Sans Ms]
تأملات من كتاب الشهر المريمي
قال القديس برنردس كما إن الشمس تفوق سائر كواكب السماء نورا وضياءا ،هكذا أنت يا مريم بعد يسوع ابنك تعلين جميع الخلائق في البهاء والمعرفة والفضيلة فمريم في الحقيقة هي القداسة بالذات .
إن القداسة تعني عدم الخطيئة والحصول على النعمة وممارسة الفضائل ، هكذا العذراء مريم البريئة من الخطيئة وحتى الخطيئة الفعلية إذ يقول المجمع التريدنتيني موضحا ذلك (إن مريم البتول لم ترتكب خطيئة فعلية قط ) والقديس اوغسطينوس يصرخ قائلا إذا كان البحث عن الخطيئة فلا أريد أن يكون الكلام عن مريم العذراء ...ولا شك إن أمنا العذراء قد برئت من كل الشوائب حتى الطفيفة لان نفسها كانت أنقى من الثلج كما يقول القديس غريغوريوس العجائبي الذي يحسبها أيضا أخت الملائكة في البرارة والبراءة والطهارة، وجمال مريم الداخلي هو جمال النعمة التي هي شعاع من نور الله ،وقد امتلأت مريم من هذه النعمة منذ نشوئها بواسطة الروح القدس الذي وهبها كنوز النعمة الى حد أو قياس تعجز عقولنا عن إدراكه ..ولهذا نرى الملاك يحييها قائلا :يا ممتلئة نعمة، والقديس ايرونيموس والقديس ابيفانوس يشبهان مريم ب غنّاء تتسابق فيها أنواع الزهور وتتباهى حسنا وجمالا .
لتكن أمنا العذراء قدوة نقتدي بها فيا ليت أمنا مريم المكرمة تكون لنا كما قال القديس يوحنا الدمشقي (كنز قداسة ُتغني به نفوسنا وتزيده عند الله رضى وقبول ).
ت امرأة صوتها بحضور المخلص قائلة :طوبى للبطن الذي حملك والثديين الذين ارضعكا فأجاب يسوع بل با لأحرى طوبى لمن يسمع كلام الله ويحفظه ( لو 11 : 27-28).
نعم ما فعلت حين أخذت على عاتقك أن تعيش حياة مقدسة ،إلا إن عليك أن تعلم بان ما يجب ان يخلق فيك الطمأنينة ليست القداسة التي يجب ان ترافق هذه السيرة بل هو سهرك ودقتك في تكميل واجباتها .
فالقداسة في أمنا العذراء ليست فقط تنزها عن عار الشر وعبوديته بل هي ملء النعمة وفيض الروح القدس لذلك سماها البشر ممتلئة نعمة .
كن صادقا فيما تقوله ومحتشما في هندامك وضع رقيبا لفمك ( مز 140 :3) لا تملق ولا تكذب ولا تشارك أحدا في النميمة ..فأمك العذراء تدعوك للقداسة .[/font]